WSF اموره مشرفه
عدد المشاركات : 515 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 17/11/2011
| موضوع: عمرو بن كلثوم الخميس فبراير 02 2012, 05:32 | |
| كان المهلهل بن ربيعة التغلبي فارس قومه قد تزوج ( هند بنت عتيبة ) فولدت له بنتاً فحار في أمره وفكر في وأدها على عادة العرب في الجاهلية وقال لزوجه هند : يابنة عتيبة ، اقتلى هذه الوليدة لئلا نفتضح بين العرب ، فأشارت هند بأنها ستفعل ذلك ، ولكن عاطفة الأمومة وصرخات الوليدة منعتها فدعت بخادمه أمينه لها وأمرتها أن تُغيب الوليدة عنها وتبعدها عن أنظار مهلهل حتى لايكون نصيبها الوأد ، وأطمأن المهلهل إلى أن العار الذي لحقه سيتلاشى ويدفن في رمال الصحراء .
وفي مساء ذلك اليوم أوى مهلهل إلى مضجعه ، وركن إلى الراحة واستسلم للنوم ، فلما استغرق هتف به هاتف في ليلته تلك وهو ينشد ويقول :
كم من فتى مؤمل .. وسيد شمردل وعدة لاتجهل ... في بطن بنت مهلهل
الشمردل ( الفتى السريع من الإبل وغيره والحسن الخلق )
وانتبه مهلهل من نومه وكلمات ذلك الهاتف لاتبرح ذاكرته ، ودلف إلى زوجته هند وقال لها : ياهند ، أين ابنتى ؟ قالت هند : وأدتها كما أشرت آنفاً . قال مهلهل : كلا وإله ربيعه ، ياهند أصدقينى القول ، فقصت عليه قصتها مع الخادمه فقال لها : حسناً فعلت أحسنى غذائها واطلقي عليها اسم ليلى ، وتمضى الأيام وتتزوج ليلى ، وإذا بها في المنام وقد اقترب موعد ولادتها ، تسمع من يقول لها :
يالك ليلى من ولد ... يقدم إقدام الأسد من جشم فيه العدد .. أقول قيلاً لافند
جشم هو ابن بكر بن حُبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب ابن وائل وفيه البيت والعدد ومن جشم هذا المهلهل وأخوه كليب وعمرو بن كلثوم والأخطل الشاعر والقطامي الشاعر وكلثوم بن عمرو العتابي من أحفاد عمرو بن كلثوم وغيرهم.
( الفند : الخرف وإنكار العقل والخطأ في القول والرأى )
فولدت ليلى هذه عمرو بن كلثوم التغلبي سيد بني تغلب وقد سادهم وعمره خمسة عشر عاماً وهو قاتل عمرو بن هند ملك الحيرةوقصتها هي :كما قال أبي عبيدة معمَر بن المثنى التيمي:
ذكروا أن عمرو بن هند ، وأمه هند بنت الحارث بن حجر بن آكل المرار الكندي وأبوه المنذر بن ماء السماء اللخمي. وماء السماء هي أمه بنت عوف بن جشم بن هلال بن ربيعة بن زيد مناة بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن مالك بن الحارث بن عمرو بن نمارة اللخمي. هذا نسب أهل اليمن. قال الملك عمرو بن هند ذات يوم لجلسائه : هل تعلمون أن أحدا من أهل مملكتي يأنف أن تخدم أمه أمي. فقالوا: لا ما خلا عمرو بن كلثوم فإن امه ليلى بنت المهلهل أخي كليب، وعمها كليب ، وهو وائل بن ربيعه ملك العرب وزوجها كلثوم. فسكت عمرو على ما في نفسه . ثم بعث عمرو بن هند الى عمرو بن كلثوم يستزيره وان تزور ليلى هنداً. فقدم عمروا في فرسان تغلب ، ومعه أمه ليلى ، فنزل شاطيء الفرات وبلغ عمرو بن هند قدومه. فأمر بخيمه فضربت بين الحيره والفرات وأرسل الى وجوه مملكته فصنع لهم طعاما ثم دعا الناس إليه فقرب إليهم الطعام على باب السرادق(1) وهو وعمرو بن كلثوم وخواص من الناس في السرادق ، ولأمه هند في جانب السرادق قبة وأم عمرو بن كلثوم معها في القبة. (1) السرادق :كل ما أحاط بشيءٍ من حائط أو مِضرَب وهو الفسطاط يجتمع إليه الناس لعرس أو مأتم وغيرهما. وقد قال عمرو بن هند لأمه: إذا فرغ الناس من الطعام فلم يبق الا الطُرَف فنحّي خدمك عنك، فإذا دعوت بالطرف ، فاستخدمي ليلى ومريها فلتناولك الشيء بعد الشيء. يريد طرف الفواكه وغير ذلك من الطعام. ففعلت هند ما أمرها ابنها حتى إذا دعا بالطرف قالت هند لليلى: - ناوليني ذلك الطبق. قالت: - لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها. فقالت: - ناوليني. وألحت عليها . فقالت ليلى : - واذلاه .... يا لتغلب. فسمعها إبنها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه والقوم يشربون. ونظر عمرو بن هند الى عمرو بن كلثوم ، فعرف الشر في وجهه ، وقد سمع قول أمه : واذلاه يا لتغلب ، ونظر إلى سيف عمرو بن هند ، وهو معلق بالسُّرادق ولم يكن بالسرادق سيفٍ غيره فثار الى السيف مصلتا فضرب به رأس عمرو بن هند فقتله ثم خرج فنادى : - يا لتغلب. فانتهبوا ماله وخيله وسبوا النساء ولحقوا بالجزيره. وقد كان المهلهل بن ربيعة وكلثوم بن عتاب ابو عمرو بن كلثوم أجتمعوا في بيت كلثوم على شراب ، قال وعمرو يومئذ غلام وليلى أم عمرو تسقيهم فبدأت بأبيها مهلهل ثم سقت زوجها كلثوم بن عتاب ثم ردت الكأس على أبيها وابنها عمرو عن يمينها فغضب عمرو من صنيعها وقال: صَددتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْرٍو.......وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَا وَمَا شَرُّ الثَّلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو.........بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَـصْبَحِيْنَـافلطمه أبوه وقال:يا لكع ( اي يا احمق ) ، بلى والله شر الثلاثة . أتجتري أن تتكلم بهذا الكلام بين يديّ. فلما قتل عمرو بن هند قالت له أمه : ( بأبي أنت وأمي ، أنت والله خيرُ الثلاثة اليوم ) .وفي ذلك اليوم يقول أفنون التغلبي وأسمه صُريم بن معشر قال :لعمرك وما عمرو بن هند وقد دعا......لتـخـدم ليلى أمه بـمـوفـق فقام ابن كلثوم إلى السيف مصلتاً.....وأمسك من ندمانه بالمخنقوقال أيضاً جابر بن حُني التغلبي :نعاطي الملوك الحق ما قصدوا بنا.....وليس علينا قتلهم بمـحـرم وعمرو بن هند قد صقعنا جبينه....بشنعاء تشفي صورة المتظلموقال الفرزدق يرد على جرير عندما هجا جرير بني تغلب :وأسأل بتغلب كيف كان قديمها....وقـديم قـومـك أول الأزمـان قوم هم قتلوا ابن هند عنوة ....عمراً وهم قسطوا على النعمان قتلوا الصنائع والملوك وأوقدوا...نـارين قد علتا على النـيران فقال عمرو بن كلثوم معلقته الذي يصف فيها مقتل الملك اللخمي ملك الحيرة والعرب عمرو بن هند:أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـاوَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُـصَّ فِيْهَـاإِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَـا سَخِيْنَـاإلى أن قال في آخرهاوَقَدْ عَلِمَ القَبَائِـلُ مِـنْ مَعَـدٍّ إِذَا قُبَـبٌ بِأَبطَحِهَـا بُنِيْـنَـا بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَـا وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَـا وَأَنَّا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا وَأَنَّا النَّازِلُوْنَ بِحَيْـثُ شِيْنَـا وَأَنَّا التَارِكُـوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا وَأَنَّا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا وَأَنَّا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً وَيَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا أَلاَ أَبْلِغْ بَنِـي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا وَدُعْمِيَّـا فَكَيْـفَ وَجَدْتُمُوْنَـا إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفًأَ أبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا مَلأْنَا البَرَّ حَتَّى ضَـاقَ عَنَّـا وَظَهرَ البَحْرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا إِذَا بَلَغَ الفِطَـامَ لَنَـا صَبِـيٌّا تَخِرُّ لَـهُ الجَبَابِـرُ سَاجِديْنَـا | |
|