عدد المشاركات : 515 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 17/11/2011
موضوع: ترويض الغضب الأربعاء فبراير 01 2012, 05:16
ترويض الغضب في حالات كثيرة ينتابنا انفعال الغضب فنغضب ونثور كالبركان ونفقد قدرة التفكير والأدراك والتحمل ويتلاشى عقلنا خلف ضباب الغضب وتتكون في داخلنا رغبة ملحة لتكسير الأشياء حولنا فلا نرى ولا نسمع سوى صرخة غضب في أعماقنا تدفعنا من جديد لنخسر أشياء نعتز بها وتعتز بنا ثم نستيقظ بعدها على بكاء الندم داخلنا. هكذا تستثير باستمرار مثيرات الحياة استجاباتنا المتعددة وانفعالاتنا المختلفة لاسيما الغضب حين ندرك وجود تهديد إما من خلال إحساساتنا الخارجية وإما في عقولنا من خلال خيلاتنا الوهمية إلا أن فهم سيكولوجية الغضب و ما ينتج عن ذلك الغضب من أحاسيس نشعر بها وأفكار وسلوك يمكن أن يكون الخطوة الأولى لكسر دائرة الغضب السلبي.
تعريف الغضب: هو سلوك متعلم تختلف حدته من الاستثارة الخفيفة انتهاءاً إلى الثورة الحادة وقد يعرف الغضب أيضا بأنه حالة انفعال عاطفي حاد طبيعية وصحية وإنسانية،ولكن عندما يخرج الفرد من قدرة السيطرة والتحكم فيه فإنه يتحول إلى مشكلة هدامة تؤدي إلى شرخ كبير في العلاقات الاجتماعية والأسرية.
أعراض الغضب: تغير لون البشرة، تغير شكل العينين ونظراتهما، تغير وضع الشعر واتجاهه، توتر العضلات واستعدادها للانقضاض، الاتجاه العام للجسم والاستعداد للحركة،سرعة ضربات القلب،ارتفاع ضغط الدم،اتساع حدقة العين،التدفق الكلامي،التصرفات العشوائية... السمات العامة للسلوك: التكثيف،الاعتباطية،الاندفاع وعدم التبصر، التناقض وعدم الاتساق،عدم إقامة أي اعتبار للنتائج.
أسباب الغضب: الإرهاق ،الجوع ،الألم،المرض،الاحباط، القلق،التفسير السلبي للمواقف،وجود قناعات مسبقة عن بعض الأشخاص أو الأحداث أو القضايا،العجز عن الحوار أو عدم الرغبة فيه،القناعة بسرعة الغضب و التوتر،الاستعجال،التغيرات الهرمونية المرتبطةودوريه بالنسبة للمرأة أوالوصول إلى سن القواعد من النساء،الفشل الزوجي،الاعتماد على عقاقير بعينها أوالانسحاب من تأثير مخدر، الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب ثنائي القطب،العوامل الجينية، الشعور بالدونية، تباين القيم والتقاليد الاجتماعية ،الضغط النفسي، المشاكل الزوجية ،المعارك الفكرية،الصراعات السياسية، الإحساس بالظلم ،الطريق المسدود،تقييد الحرية،النقاط الحساسة بالشخصية،الحرمان من إشباع بعض الحاجات ،البطالة ،الفقر ،الاستغلال ،الرفض ...
الفنيات المستخدمة لعلاج الغضب: العلاج الديني: والذي يتم بالتأسي بهديه صلى الله عليه وسلم وذلك بالاستعاذة بالله من الشيطان والوضوء وتغيير الحالة أما بالجلوس او الاضطجاع او الخروج او السكون والسكوت واستحضار ما ورد في كضم الغيظ من الثواب وما ورد في عاقبة الغضب من الخذلان والاستعانة بالدعاء . العلاج السلوكي:يعد العلاج السلوكي فعال في علاج حالات الغضب حيث يعدل من السلوك غير المستحب ويستبدله مع التدريب والتعلم بسلوك آخر أكثر إيجابية كما يعمل على مساعدة الفرد على التكيف والتوافق مع المواقف الصعبة كما في الاسترخاء حيث يتم تدريب الفرد على إيقاف كامل أومؤقت لتوتر عضلات الجسم والتنفس بعمق من خلال الحجاب الحاجز والتحدث إلى النفس ببعض الكلمات التي تبعث على الهدوء والرأحة مثل: "استرخ"مع التعويد على تكرارها أو محاولة استحضار بعض المواقف المحببه من الذاكرة مستخدماً الإيحاء ليعيشها في خياله من جديد.
العلاج المعرفي: يسعى لتغيير الأفكار اللاعقلانية بحيث يحث هذا الأسلوب على التفكير الأكثر إيجابية وواقعية بشأن العالم وعلى التمييز بين الأفكار المنطقية والأفكار اللا منطقية عن الغضب أي يكتسب الفرد مهارات نافعة وفعاله في التفكير والشعور والتصرف.
العلاج بالعطور: يستخدم العلاج بالزيوت العطرية في علاج حالات التوتر والغضب والانفعال فعندما تفوح الرائحة الجميلة من شيء ما أو شخص ما تلقائياً الجسم سيتفاعل على نحو إيجابي مع الرائحة العطرة وذلك من خلال افراز مواد كيميائية تشيع حالة من الشعور بالارتياح والهدوء ومن هذه العطور:زيت البابونج وزيت الخزامى وزيت البرتقال وزيت الياسمين.
العلاج بالفن: الكتابة والرسم من الأنشطة الإبداعية التي تشعر صاحبها بالقدرة على الانجاز فضلاً عن أنها ترفع الحالة المعنوية والمزاحية للافضل وتعتبر من الأساليب المقبولة للتعبير عن الغضب والتسامي به.
العلاج الغذائي: هناك بعض أنواع الطعام التي لها تأثير علاجي يمكن من خلالها التحكم بدرجة كبيرة في كيمياء المخ مثل اللبن،الشيكولاته،لحم الديك الرومي،القرفة،العسل،الليمون،النعناع...
العلاج الرياضي: أن ممارسة مجموعة من التمرينات الحركية مثل:العدو أو القفز أو الدراجة الثابتة له دور كبير في تهدئة الأعصاب وتقليل الغضب بالاضافة الى السلامة الذهنية كما أن هناك من ينصح بالملاكمة والكاراتيه لما لها من دور فعال في التنفيس الانفعالي للغضب.
آخيراً: من اللازم على كل منا أن يعي جيداً بأن الغضب عاطفة وانفعال لا يمكن تلاشيها تماماً وأن ذلك ليس بالفكرة الصحيحة والصائبة إذا عمدنا توجيه فكرنا في هذا الاتجاه لأن هناك مواقف وأشياء ستحدث باستمرار تحفز عاطفة الغضب لدينا على العمل فالحياة مليئة بالمفاجأت والإحباطات والألم لذا لن نستطيع أن نغير من هذا كله لكن بوسعنا أن نغير من الأحداث التي تؤثر علينا بتعلم استراتيجيات وفنيات ومهارات السيطرة على الغضب أو التدريب على التوافق مع المواقف المثيرة للوقاية من أي اضطراب أو مرض مميت.