من يَهُن يسهل الهوان عليه
ما لـجـُـرحٍ بميتٍ إيلامٌ
وإن لم تمت تحت السيوف مـكَّــرماً
تمت وتقاسي الذل غير مـكْـرمِ
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى
عدواً له ما من صداقته بدٌ
وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ
فهي الشهادة لي بأني كامل
ما كل ما يتمنى المرءُ يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراقَ على جوانبة الدمُ
لا يدرك المجد إلا سيدٌ فـطِـنُ
لِــمــا يَـشُق على السادات فعال
وإذا كانت النفوس كباراُ
تعبت في مرادها الأجسامُ
يرى الجبناء أن العجز عقلٌ
وتلكَ خديعة الطبع اللئيمِ
جود الرجال من الأيدي وجودهم
من اللسان فلا كانوا ولا الجود
ومن العداوة ما ينالكَ نفعه
ومن الصداقة ما يضرُ ويؤلم
إذا اشتبكت دموعٌ في خدودٍ
تــبـيـن من بكى ممن تباكى
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوةِ ينعمُ
من لم يبت والحب مِلءُ فؤادهِ
لم يدرِ كيف تُــفَـــتـــتُ الأكبادِ
وعذلتُ أهل العشقِ حتى ذقته
فعجبت كيف يموت من لا يعشقُ