عاشق ارض العراق عضو مميز
عدد المشاركات : 43 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 04/04/2008
| موضوع: الاختراق الاميركي لتنظيم القاعدة في الانبار الإثنين أغسطس 24 2009, 04:11 | |
| تفاصيل تكشف ولاول مرة قصة الاختراق الاميركي لتنظيم القاعدة في الانبار كتابات - احمد العسافي
طبقا للمعلومات التي حصلت عليها ( النور ) من مصدر مطلع وقريب على مجريات الاحداث انذاك فان النواة الاولى لتشكيلات التوحيد والجهاد تكونت في مدينة الفلوجة بعد فترة من سقوط بغداد عام 2003 . ففي هذه الاثناء اخذ من تبقى من المقاتلين العرب داخل الاراضي العراقية بعد الاحتلال ممن دخلوا العراق قبل الاحتلال بفترة على شكل مجاميع فدائية الاتصال بضباط من الحرس الجمهوري وبخاصة من صنف القوات الخاصة من الذين كانوا يشرفون على تدريبهم في معسكرات خاصة قبل سقوط النظام . وبتكامل الخبرة والاصرار لدى الطرفين ( المقاتلون العرب وضباط الجيش العراقي الذين سرحهم الحاكم الاميركي بريمر من الخدمة بلا رواتب ولاحقوق ) بدات اولى عمليات القتال المضاد . اتسمت العمليات الاولى بكونها عمليات نوعية ومؤثرة وذات قابلية تدميرية . فالعمليات هذه بدات بضرب السفارة الاردنية في بغداد كجزء من انتقام عراقي انا لحكومة بلاده التي يعتبرها من اهم مساندي احتلال العراق , ومن ثم مقتل ممثل الامين العام للامم المتحدة البرازيلي سيرجيو ديميلو منتصف شهر اب / اغسطس عام 2003 . واواخر الشهر نفسه تم اغتيال الزعيم الشيعي البارز محمد باقر الحكيم , وكذلك عملية اغتيال عزالدين سليم رئيس مجلس الحكم الانتقالي بسيارة مفخخة مدخل المنطقة الخضراء . بالاضافة الى سلسلة عمليات استهدفت رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي ورئيس المؤتمر الوطني العراقي واحد ابرز عرابي غزو العراق احمد الجلبي . لكن العمليات الاخيرة لم يكتب لها النجاح . ظهور زعيم
في هذه الاثناء لم يكن الزرقاوي قد لفت الانظار اليه بعد بقوة . بل ان ظاهرته كانت الى حد كبير محل شك وشد وجذب من اطراف عديدة . لكن دوره كان يتبلور شيئا فشيئا بمساعدة عدد من ابرز المقاتلين العرب ومن بينهم من كان يحتل دور المفتي الشرعي للتنظيم وهو ابو انس الشامي الذي قتل بغارة اميركية غرب بغداد اثناء تنفيذه مع نحو 38 مقاتلا مهمة اقتحام سجن ابي غريب لاطلاق سراح عدد من السجناء . من جانبها اخذت القوات الاميركية تتحشد عند مدخل الفلوجة عام 2004 بحثا عن الزرقاوي الذي تحول من شبه اسطورة الى حقيقة من لحم ودم . وعلى اثر حصار دام شهورا اقتحمت القوات الاميركية الفلوجة بعد ان فشل المطلب الاميركي الرئيس وهو قيام اهل الفلوجة بتسليم الزرقاوي مقابل عدم اقتحامها وتحويلها الى رماد . كانت الولايات المتحدة قد حشدت نحو 20 الف جندي لاقتحام المدينة التي تعرف في العراق بمدينة المساجد بمساعدة القوات العراقية حديثة التشكيل انذاك وكتيبة بريطانية . عراقي انا من جانبه اعلن في هذه الاثناء مبايعته لزعيم القاعدة ابو عدي . كان ذلك قبل معركة الفلوجة الاولى بايام . واستنادا لهذه المعلومات فان هدف عراقي انا من ذلك كان تحقيق هدفين الاول انه كان يتوقع ان يقتل في هذه المعركة مما يجعله يبحث عن مرجعية لتنظيمه الذي كان اسمه التوحيد والجهاد فاصبح منذ ذلك الحين ( قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين ) . والثاني انه بهذه التسمية والمبايعة كان قد حسم مسالة التمويل للتنظيم الذي كان يتنامى انذاك ويضم اعدادا كبيرة من المقاتلين العرب والعراقيين وبخاصة من خيرة ضباط الجيش العراقي السابق الذين ياسوا من امكانية عودتهم او عودة حقوقهم .
اول العلاج .. الاختراق
اذا كانت القاعدة تقول ان الكي هو اخر العلاج فانه بالنسبة للاميركان فان اول علاج يمكن اقتراحه لتنظيم القاعدة العالمي الارهابي هو .. الاختراق . فبعد ان بدا التنظيم يسجل اولى نجاحاته في الساحة العراقية سواء بعمليات اغتيال منظمة او معارك مباشرة ضد القوات الاميركية مثل معركة الفلوجة الاولى والثانية فانه اخذ بالتوسع بعد ان كان مقتصرا على مدينة واحدة تكونت فيها اولى خلاياه هي الفلوجة ومن ثم امتد الى مدينة اخرى اكبر هي مدينة الرمادي فمحافظة الانبار فاذا به يتوسع ليشمل كافة مدن محافظة الأنبار. ومن ثم توجه نحوبغداد وديالى وسامراء وصلاح الدين والموصل وإلى جنوب بغداد المحمودية واللطيفية والمدائن والإسكندرية وجرف الصخر.لكن هذا التوسع الذي لم تتمكن منه العمليات القتالية فقد تمكنت من بعضه عمليات الاختراق التي كلفت التنظيم غاليا فيما بعد . المعلومات التي حصلت عليها ( النور ) من المصادر شديدة الخصوصية والتي تنشر للمرة الاولى تشير الى ان القوات الاميركية تمكنت من اختراق تنظيم القاعدة بمساعدة المخابرات الايرانية التي كانت الاقدر على الوصول لهذا التنظيم لاسباب وعوامل كثيرة من بينها ان عالمية تنظيم القاعدة وامتدادها من افغانستان الى العراق جعلتها تمر في مرحلة من المراحل عن طريق ايران . فايران هي التي تعرف بعض اسرار التنظيم وزواياه وهو ماجعلها تنسق بطريقة معينة ليست مباشرة تماما مع القوات الاميركية على طريقة عدو عدوي .. صديقي .
فتش عن الجواسيس
في كل المعارك والحروب والازمات هناك الجواسيس الذين قد يتم اكتشافهم ويتم من خلالهم فضح ادوارهم ومن يقف خلفهم او ربما لايحصل ذلك الى الابد . بالنسبة للقاعدة فان المعلومات تقول ان المخابرات الاميركية والايرانية نجحتا باختراق هذا التنظيم وخاصة الجناح الأمني له حيث تم زج عدد من الجواسيس ضمن جنود التنظيم على أنهم مقاتلين عرب جاءوا للمشاركة في المعارك ضد القوات الأمريكية . ففي محافظة الانبار مثلا كان هناك أحد المقاتلين العرب ويدعى ( أبو عقيل) الذي قيل انه اتى من المملكة العربية السعودية لاغراض الجهاد . كان يتحدث اللهجة السعودية بطلاقة . وكان ايضا يحفظ القران الكريم والحديث النبوي . وقد كانت هذه المؤهلات كافية لان تجعله يحتل مكانة متميزة حيث تم تسليمه الجناح الأمني في محافظة الانبار . وبدأ أبو عقيل بالسيطرة يوماً بعد يوم على مناطق المحافظة حيث سيطر على منطقة جزيرة الخالدية . وكان قد بدا بعمليات قتل واختطاف لعدد من الشخصيات البارزة هناك . كما يقوم ايضا بعمليات قتل منظمة لبعض قادة الفصائل الأخرى الموجودة على الساحة بحيث بسط أبو عقيل سيطرته على التنظيم في محافظة الأنبار تماما . لكن سيطرة ابو عقيل على التنظيم بدات تفقده خاصية من اهم خصائصه وهي احتضان الناس له . فبدلا من التفافهم حوله راحوا ينفرون منه مستغربين عمليات القتل العشوائي لشخصيات ورموز سياسية وعشائرية بل وحتى قادة فصائل . لقد حدث ذلك بعد مقتل ابي مصعب عراقي انا في حزيران / يونيو عام 2006 والذي كانت قيادته للتنظيم حديدية فضلا عن وجود حس مخابراتي قوي لديه . لم يتوقف الامر عند هذا الحد . فابو عقيل الذي كان يتصرف كمجاهد كبير كان قد باشر بقتل عدد من الضباط القادة الكبار من أبناء المحافظة وعدد من الشيوخ وخاصة منهم اللواء الركن محمد ثميل الذي كان قائد عمليات الأنبار قبل الاحتلال وأيضاً مسؤوليته عن مقتل أحد قادة فصائل كتائب ثورة العشرين. المجاهد المترجم
ادى ابو عقيل دوره جيدا في عمليات القتل غير المبررة باسم الجهاد خصوصا وان الرجل الذي خلف عراقي انا في زعامة تنظيم القاعدة ( ابو حمزة المهاجر ) كان شخصا ضعيفا تماما وهو ما دفعه فيما بعد الى مبايعة ابو عمر البغدادي الذي اسس اواخر عام 2006 دولة العراق الاسلامية ردا على تشكيل مجالس الصحوات في الرمادي واسند مهمة وزير الدفاع في هذه الدولة لزعيم القاعدة ابو حمزة المهاجر والملقب بابي ايوب المصري . في هذه الاثناء اختفى ابو عقيل وسط ذهول الجميع . لكن اختفاءه لم يطل كثيرا حيث كانت المفاجاة الكبرى هي ظهوره ضمن القوات الأمريكية المسؤولة عن منطقة الخالدية جنوب غرب الرمادي فاذا به يعمل مترجماً ضمن هذه القوات وتعرف على عدد كبير من الذين تم اعتقالهم ومن الأعمال التي كانوا ينفذونها تحت إمرته . والمفاجاة الاخرى هي انه لم يكن سعوديا برغم اجادته اللهجة السعودية ومعرفته القران والسنة بل كان عراقياً من أهالي مدينة السماوة وبحكم كون السماوة قريبة من الحدود السعودية الغربية الجنوبية للعراق فقد اتقن اللهجة السعودية حيث كان من بين العراقيين الذين فروا بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 الى معسكر رفح . ومن هناك لجا الى الولايات المتحدة الأمريكية وبعد دخول أمريكا انضم بعد فترة إلى هذه القوات وعمل بصفته مترجماً واستخدمته المخابرات الأمريكية واخترقت به تنظيم القاعدة.
عدم المواجهة
على الرغم من الانتكاسة الامنية التي عاناها تنظيم القاعدة على صعيد جناحه الامني من اختراق اميركي عن طريق ابو عقيل فان جناحه العسكري لم يشهد خرقا كبيرا حتى الان . لكنه بعد معارك الفلوجة اعتمد اتباع اسلوب جديد في المواجهة وهي عدم المواجهة المباشرة وجها لوجه . بل راح يستخدم اسلوب العمليات النوعية التي تؤدي الى خسائر جسيمة حيث كان يختار الوقت والمكان بحيث تكون مصدر ادهاش وازعاج للقوات الاميركية التي اعتمدت فيما بعد على قوات الصحوة من اجل مقاتلة القاعدة لمعرفة العديد من مقاتلي الصحوات بالاساليب القتالية للقاعدة لان عددا كبيرا من مقاتلي الصحوات كانوا جزء من تنظيم القاعدة . بل ان منهم من خرج من التنظيم لاسباب تتعلق بممارسات ابو عقيل وسواه ممن تمكنت المخابرات الاميركية من زجهم بالتنظيم لتفجيره من الداخل وهو ماجعله يعتمد سياسة التفجير بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والعمليات الانتحارية واخيرا النساء . | |
|